الخميس، 28 أكتوبر 2010



الثانيهِ عشر ليلاً .. امُسيه عُشاق 

*تعدّل نظارتها و تجذب شعرها بشكل متزمت ..
ترتدي الأسود و ترتشف القهوة السوداء
و تكحلّ عينيها بالأسود !
تخبئهمُا تحت نظارتها الزجاجية ” غير الطبية ”
حتى تمنع بحر عينيها بأن يثور ليغرق أقنعتها ..
تعيش لتعلّم طلاّبها الجامعيين كيف يعيشون
في الحياة الواقعية .. القاسية جداً !

صبيحة اليوم عرضت عليها إحدى طالباتها قصيدة غزلية كتبتها ..
تأملتها ثم أشاحت بعينيها و ضحكت كثيراً وسط دهشة الجميع !
ثم أردفت :
إنكم مهووسون بالحب .. مهووسون بكل ما يدمرّكم !
الحب لا يشيد بستاناً من الورد
و لا يبني قصراً من أحلام كما تتخيلون
إنه يبني مأساة مزخرفة برسائل معطرة
و موقعة من قبل شخصين قتلوا أنفسهم بإسم الحب !
إن مجنون ليلى يبكيكم و يجعلني أضحك كثيرا ً
وأتقزز أكثر ..

و أراهن كم ليلى في هذه القاعة تحلم برجل مثل قيس / لا تحلمن ..
لأن مجنونها لو حصل عليها لبحث عن ليلى أخرى !
لأننا بشر تغرينا الأشياء البعيدة ..
نمقتُ ما بين أيدينا و نلهثُ كثيراً
لدرجة أننا في سكرة الموت نتعلق بالحياة التي ضيعناها بملاحقة المستحيلات !
لا تجعلوا نرجسيتكم تدفعكم
لخزعبلات الحب الذي اخترعها : شاعر

حتى لا تبكوا كثيراً .. و تدمنوا كثيرا
وتتعثروا كثيراً ..
و تموتوا أبشع ميته !
{ عيشوا من أجل أنفسكم فقط ; فقط !

تودع الجميع بنظرة صارمة و تتجه للمنزل !
تشعل مصباحاً خافتاً .. تنزع سوادها و ترتدي قميصها الحريري الذي يشبه لون الورد ..
تلقي بنظارتها و تسمح لعينيها بأن تبوح ..
تنثر دموعها على وسادتها !
و تضم رسائله إليها التي تخبئها في ديوان
نزار قباني الموقع بإهداء و مزخرف بأسمه !
تمسك بالهاتف .. تضغط على الأرقام و يواجهها الصوت الذي تسمعه لسنتين كل ليلة

هذا الرقم الذي طلبته
غير موجود بالخدمة مؤقتاً ..
هه !
مؤقتاً ..
تهمس لأحرفه :
لقد سجنتك خلف أضلعي ” مؤبداً ” !
آهـ لا تصدقوهم حين لا يبكون ..
السماء تبكي .. الجدران تبكي ..
وكل الكون يبكي !
* فـ كيف بكتلة بششرية ،'
خرجت للحياة وهي تبكي ؟!

خَزعِبلآت أدبيه .. 

ياتُرى كيفّ تستطيع العيِشّ من دِوُن حُب يآمنَ تقُول أن الحُب جريمِهً .. ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق